ملف : الثقافة المغربية بين ضبابية الواقع وتطلعات المستقبل
إعداد : عبده حقي
خاص بالمجلة
تقديم :
المشهد الثقافي المغربي بين ضبابية الواقع وتطلعات
المستقبل كان هذا هوالعنوان الأبرز والناتئ الذي آثرنا أن نتوج به هذا الملف في
راهنيته ، ولم يكن إختيارنا لهذا الملف على دسامته وخطورته وجها من أوجه الترف
الإعلامي الثقافي لمجلتنا لولا هذه الزلازل التي تضرب بيتنا الثقافي من حين
لآخروتهدده بالردم المعنوي الأليم على رؤوس الجميع وتهدد أيضا تراكمنا الثقافي في
نقاوته من كل الشوائب والطفيليات والفطريات التي سوف تحاسبنا عليها الأجيال في
المستقبل المتوسط والبعيد.
لقد أجمعت كل الآراء الواردة في هذا الملف على علة جسدنا
الثقافي بالطول والعرض وفي إتجاهه العمودي كما في إتجاهه الأفقي مع طفح الأعطاب في
بعض مكوناته وخصوصا ماتعلق ببعض منظمات المجتمع المدني التي تهتم أساسا بالشأن الثقافي
إن على مستوى التنشيط أوالترويج أوالإبداع أوالإحتفاءات ... ولعل الرجات المؤسفة
الأخيرة التي هزت الكيان الشعري بسبب سحب الشاعرمحمد بن طلحة لديوانه من جائزة الكتاب وانسحاب خمسة عشرعضوا من إتحاد كتاب المغرب وغيرها
من الصدمات الكهرثقافية لخيردليل واضح ورامزعلى ما آلت إليه نرجسية وذاتية بعض
المثقفين من وضاعة واندحارجعلت من الفعل الثقافي كعكة وغنيمة و"همزة"
للمثقف الضفدع وليس المثقف الكادح إلى همته ومهمته النبيلة كدحا .
ومهما تعددت الملفات والمناظرات والندوات والبلاغات
والردود على البلاغات ... ومهما إرتفعت ذبذبات المؤشرفي سلم الريشتر وناوش عقربه الخط
الأحمرفإن ثورة الربيع الحقيقي على ضبابية الراهن الثقافي ببلادنا يجب أن تبدأ
أساسا وقبل كل شيء من الثورة على النفس الأمارة بالسوء .
ويسرنا أننا على قدرإمكاناتنا الإعلامية الثقافية الرقمية
حاولنا أن ننخرط في هذه اللحظة التاريخية وحاولنا قدرالمستطاع البحث عن الأجوبة
الوازنة والقمينة والشافية لهذه الإشكالية العظيمة إيمانا منا بجسامة مسؤوليتنا ،
ومن جانب آخريحزننا أن الكثيرمن الكتاب والمثقفين الذين عاهدونا على المشاركة في
هذا الملف قد خالفوا الوعد وهذا من دون شك ملمح من بين الملامح المعيبة التي يجب
على المثقفين الوقوف منها موقف النقد الذاتي والموضوعي قبل أن يشيروا بأصابع
الخطيئة إلى الآخرين "والله يجيبنا فالصواب" كما قال الشاعر المناضل
توفيقي بلعيد.
أخيرا لايفوتنا أن نتقدم بالشكرالخالص إلى كل الأدباء
والكتاب الذين شاركوا في هذا الملف والذين اقتطعوا زمنا من عمرهم للركوب معنا في
هذه السفينة وأبانوا بكل صدق وبما لايدع مجالا للشك عن غيرتهم على ثقافة وصحة
وعافية الجسد الثقافي المغربي :
ونشيرإلى أن باب المشاركة مازال مفتوحا
0 التعليقات: