الخميس، 5 مارس 2015

القاص إدريس الصغير

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  9:18 ص

القاص إدريس الصغير
ماذكرته غيض من فيض مما حدث
خاص بالمجلة
الضبابية في الثقافة المغربية ليست وليدة الحاضر,بل هي متجدرة في واقعنا الثقافي.انها ظلامية دامسة عمياء,عايشتها منذ بدأت أنشر أعمالي على مدى خمسين سنة.مأساة جيلي أو مأساتي أنا على وجه الخصوص أن منابرنا الثقافية التي فتحنا عليها أعيننا بعد اسقلال المغرب ,كانت تابعة في الغالب لأحزاب سياسية.لهذا طغت النعرة الحزبية على فرز النصوص من طرف المشرفين على النشر ,فقربوا المتحزبين وأهملوا غيرهم,الا في حالات نادرة.هكذا وجدت نفسي مبعدا أنا الذي لم ينتم يوما لحزب سياسي ابدا.مما جعلني أرحل بكتاباتي الى مجلة الاداب البيروتية,وخيرا فعلت.كان في ساحة الطبع والنشر الكثير الكثير من جمارك الثقافة ,الذين يوقفون كل من لاينتمي الى العشيرة.لم يكتفوا بحواجز الجمرك بل عززوا مراقبتهم الصارمة بواسطة البوليس الثقافي

.لن يستطيع أحد مستقبلا وأد المواهب كما فعلوا سابقا.ظلت نفس الاسماء تشارك لوحدها في التظاهرات الثقافية داخل المغرب وخارجه ,حتى مجتها العيون والاذان.كانوا يخفون الدعوات الخاصة عمن لايستطيبون حضوره,لم تكن انذاك وسائل الاتصال يسيرة كما هو الحال الان,لذلك نسجوا ستائر سميكة بيننا وبين أي منفذ يساعدنا على التعريف بما نكتب,كانوا يمارسون العمل السري في التنشيط الثقافي,وما أن يحضر من المشرق اسم ثقافي لايلتفت اليه أحد في بلده الأصلي حتى يحيطونه بهالة من الحراسة المشددة ويهربونه ليقدموه فقط لخلصائهم.والكل يتذكر مهزلة حضور بول شاوول الى المغرب ,وما رافق الاستجوابات التي أجراها لتنشر أولا في مجلة ثم لتطبع بعد ذلك في كتاب.توهموا أنهم سادة زمانهم يأتمر بأمرهم ,ولا يد فوق أيديهم.مازال الكثيرون منهم لحد الان وثنيون يصنعون أصناما يعبدونها.ما عانيناه منهم كان شديد القسوة مفرطا في السادية مرضيا لايمت الى الثقافة بأية صلة.ماذكرته غيض من فيض مما حدث .كان الكثيرون يقولون لي أنت لاتمتلك مظلة حزبية.كان هذا التعبير يجعلني أشعر بالقرف.طبعا لم أتحدث عن الادارة أي المخزن ولن أفعل فهو غير عابئ بالشأن الثقافي اطلاقا وله مساره الخاص يصرفه في اعلامه ,ومساربه الدقيقة التي يشيع فيها مايرتئيه من أفكار وعقليات تلائم ما يصبو اليه.أتمنى لحملة الفضح التي بدأت ان تستمر وأن لاتكون موسمية محدودة في الزمن,اذ علمتنا التجربة مع هؤلاء أنهم لايتراجعون عن غيهم ولايخجلون من أنفسهم اطلاقا,كذلك يجب فضح خدامهم ومريديهم الذين ينبطحون لهم ويسهلون أمرهم بواسطة الدعاية الاعلامية,بأفواههم الواسعة وتأليههم للشخص بدل الانتباه لقيمة النص ولا شئ غير النص.يجب على كل مثقف حر أن يدين ما يسود الساحة علانية من محسوبية وتزوير وتدليس في واضحة النهار ومن تكريس للزبونية والحزبية والعشائرية,فذلك سلوك ساقط متخلف عفا عنه الزمن ولايمارسه سوى الجبان الرعديد الجاهل المتخلف.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:


اخبار الأدب والثقافة

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير back to top