الخميس، 5 مارس 2015

إدريس حافظ الطلبي

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  8:45 ص

إدريس حافظ الطلبي
ترى أين الفرفر الذي يعلق جرس الثقافة بالمدينة ؟؟
بورتريه لمدينة يقتلها الروتين
خاص بالمجلة
في البدء لابد من الإقرار المرير بواقع مريرصنعته المرارة ورصعته الضبابية والتباس الرؤية /يا فالكل متواطيء   ومن موقعه  :الصامت و المتكلم والمفوض أمره لغيره والمنقاد نحو مصلحة - في مكامن الخلل لنسج سياسية ثقافية واضحة المعالم بمنأى عن أي احتواء رسمي يكرس الفساد الثقافي .ويدجنه بل –يمتطيه- نحو مصلحة غير ثقافية ..
لابد من القطع مع ممارسات الحاضر والماضي ونزول المثقف المغربي من على حصانه الخشبي  وضرورة قربه من نبض الشارع واعتبار أن الفعل الثقافي ليس امتيازا لاحتقار واستصغار الناس واعتبار الثقافة واجهة من واجهات التميز الطبقي بل فعلا حضاريا ..يساهم في بناء الشعوب
  فعلى غير العادة تستيقظ المدن الترابية من سباتها الكهفي وتزيح عنها دثار اللعنة  في محاولة منها تسلق قاطرة الوقت وركب الفعل الحضاري زادها في ذلك قليل من سقط متاع متحصل عليه بطرق ملتوية وإسهال معرفي حاد بمكونات المحيط ومادة الاشتغال ودسائس المركز ,تلملم على حين غرة ماتبقى من شتات الفلول لترسم على عجل وبإصرار الناقمين بواسطة رهط غير متجانس لوحة باهتة لمشهد فني/ ثقافي مسلول عليل موبوء إسهاما منها في تزجية وقت مستقطع من الزمن الثقافي / الفني الجميل وركوبا على رصيد تاريخي قدر له أن يدخل طي التجاهل المقصود والنسيان المفتعل جهلا وحقدا في محاولة جد يائسة للتماهي مع مايقع بالحواضر القريبة ذات الكعب العالي في رسم الفرجات الصادقة المنبنية على خلفية ثقافية حقيقية قابلة للتصريف الحسن في الأوساط المتلقية .. في كل وقت وحين وفي كل زاوية من المشهد الثقافي / الفني المفترى عليه تجد أرانب سباق مستعدة لقيادة سباق  نحو وليمة دسمة أو ظرف منفوخ زادها في ذلك كثير من دجل وكومة من كلام لا علاقة له بالأعراف الثقافية الفنية رغم المسوح الزاهية واللافتات الصقيلة  ..فعلى من تقع مسؤولية التسيب إذن ؟؟ هل على مسؤول غير مسؤول أم على المنظومة البئيسة التي تصنفنا في مقام غير مقامنا ؟؟أم على المهرولين والصنائع التي تلعب دور الكومبارس في لعبة ثقافية /فنية  هجينة قوامها كلام فارغ وصور باهتة ودعاية مجانية بواسطة الوسائط والهاي تيك التي جعلت من الأمي مثقفا رغم أنفه بحكم بؤس المنظومة وجعلت من الذي يلحن حتى نطق اسمه أديبا وشاعرا نحريرا لايشق له غبار طبعا على صفحات القارة الزرقاء التي جعلت الغث والسمين في كفة واحدة وروجت لفعل  ثقافي غير موجود أصلا .. ثم هل يمكن أن نسقط اللوم على عدم جلاء وضعيتنا في الرؤية الاستراتيجية العامة للبلاد ومن تم الارتكان لمنطق اليأس والتباكي وجلد الذات والاكتفاء بزوايا المقاهي في انتظار أن تسقط بقرة الثقافة والفن لننهال عليها بسكاكين السوء والكلام الكبير وتكريس الأنا المريض أنا أنا ومن بعدي الطوفان  ؟ وهل قدر لنا أن نبقى مجرد مستهلكين لفرجات وأنشطة مدعمة مستوردة من خارج المدار؟ وهل قدر علينا أن نظل نقتات على موائد الهمز واللمز وأكل لحوم البشر نيئة في ولائم الكلام ؟ وهل سنظل نعيش لحظات التماهي المرضي مع مايقع في المدن القريبة نكاية بالحالة المزرية واللامسؤولية وحالة التشرذم التي يعرفها المشهد الفني والثقافي أو الاكتفاء بمحاولات خجولة لتنشيط "البطولة " وترك الحبل على الغارب ؟
أليس المطلوب منا إخلاص النوايا وترك الفرقة واجتناب كلام السوء ولم الشتات ودق الأبواب الحقيقية ومحاولة انتزاع الحق ؟ أليس المطلوب منا قبول نتائج التشخيص للحالة المرضية المزمنة لما نعيشه ومحاولة إيجاد البلسم الشافي ولو جزئيا في انتظارا القضاء المبرم على سوداوية المشهد ؟ ترى هل يكمن الإشكال في تصورنا لفعل ثقافي فني حقيقي وتمثلنا له في كل آن وحين بمعزل عن ذواتنا المريضة التي تختزل كل شيء في الربح الخسارة ونصرة القبيلة ولو بشكل ظالم !!! فعلى من تقع مسؤولية ابتعاث الدينامية الثقافية بالمدينة ياترى ؟ هل على المشتغلين بها عشقا أم المفوض لهم قانونا وشرعا وعرفا ؟؟ فبما أن الفعل الثقافي في حد ذاته فعل حضاري يروم أساسا التهذيب والتخليق والمعرفة وبما أن للثقافة سلطة مضمرة في المجتمع لايستطيع ممارستها سوى من يدري أصول اللعبة ووو فالمسؤولية تقع على الكل ولكن لابد من معطي شرارة الانطلاق  ...وهنا تحضرني قصة  "فرفر يعلق الجرس" والحكاية في مجملها حول مجموعة من  الفئران القابعة خوفا داخل جحورها بسبب قط مفترس يتهدد حياتها كل يوم ويحرمها من ممارسة شغبها الحيواني  . فاهتدت  الفئران الفزعة  لفكرة جهنمية  تقضي  بتعليق جرس في عنق القط الطماع ، حتى إذا خرج للبحث عن غنائم  سمعت رنين الجرس من بعيد ، فتهرب في الوقت المناسب لتترك  للقط الجشع الحسرة والألم , المشكلة التي واجهتها الفئران هي في اختيار من سيتطوع لتعليق الجرس. وهنا برزت  شخصية الفأر : " فرفر "  المنقذ كبطل لقبيلة  الجرذان  الفزعة . فغادر جحره ونزل إلى الساحة وحمل الجرس وترصد القط وقفز فوق ظهره وعلق الجرس حول رقبته ، وعاد سالما غانما .
  ترى أين الفرفر الذي يعلق جرس الثقافة بالمدينة ؟؟ أو ليست الثقافة هي كل ما يبقى عندما  يفنى كل شيء ؟

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:


اخبار الأدب والثقافة

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير back to top