عبد المجيد طعام

عبد المجيد طعام المدير المسؤول لموقع الشرق الآن

لا بد من ثورة ثقافية تقطع مع الفكر الخرافي و فكر شيوخ الزوايا

خاص بالمجلة

ــــ ماهوموقفك مما يكتنف المشهد الثقافي المغربي من ضبابية وغياب الرؤية الواضحة ؟

جواب عن السؤال الاول

المشهد الثقافي المغربي لا تكتنفه الضبابية و لا يشكو من غياب الرؤية بل بالعكس هو مشهد واضح برؤية جد مجددة ما دام ان الثقافة تحولت الى شان رسمي تتحكم فيه الدوائر المخزنية الرسمية و هي نجحت في خلق و تمرير قيم ثقافية تخدم مصالحها و تضمن استمراريتها فاصبخت الثقافة مختزلة في تشجيع مهرجانات الموسيقى و الغناء المبتذل كما اختزل المشهد الثقافي في اطلاق العنان للزوايا و الطرقية الدينية التي تتلقى دعما ماليا كبيرا و تغطية اعلامية مهمة الثقافة لا تخلف نفسها بنفسها و انما تنمو الثقافة داخل المجتمع الذي يوفر لها اسس النمو و بالتالي يمكن ان يزدهر المشهد الثقافي و تكون له رؤية واضجة المعالم وايجابية في اعتى النظم الديكتاتورية و الدليل ان  امريكا الاتينية ابان الحطم الديكتاتوري انجبت اكبر المثقفين و في المغرب ابان ما سمي بزمن الرصاص ازدهرت الثقافة و انجبت المفكرين الكبار و ازدهر الشعر و المسرح لكن ماذا حدث في المرحلة التي اصبحت توسم بالانفتح الديمقراطي ؟

 المشكل يكمن في نوع القيود الفكرية الممارسة على المجتمع المغربي باسم الاجماع الوطني و ثوابت الامة و محاربة الارهاب و الخ انطلاقا مما يمارس علينا من قيود باسم الانفتاح و الاجماع تم اختزال المشهد الثقافي و تم التضييق على المثقف بنجفيف كل منابع الدعم و اخضاعه للموت البطيء في المقابل تم تشجيع المشهد الديني بتخريج افواج من الفقهاء سنويا و بناء حوالي 180 مسجد سنويا في المقابل لا يتم بناء المكتبات و لا

تشجع الجمعيات الثقافية و لا يتم تخريج منشطين ثقافيين و منحهم نفس الامكانيات التي تمنح للفقهاء و شيوخ الزوايا الخص فاقول ان الثقافة التي تخدم النخبة الحاكمة موجودة

و رؤيتها و اهدافها محددة تحديدا دقيقا

ــــ أين يكمن الخلل في نظرك في السياسة الثقافية أم في إهتزاز قيم بعض المثقفين وبعض مظاهرالفساد الثقافي أم فيهما معا ؟

جواب السؤال الثاني

اظن انني اشرت في الجواب الاول الى بعض ما تتطلبه الاجابة هنا و اضيف ان المثقف ليس كائنا طوباويا او فيلسوفا افلاطونيا و انما المثقف هو الانسان بحيث يمكن ان نقوا ان الانسان كائن ثقافي  الثقافة هي بمثابة النخاع الشوكي للحركة و الانسان هو تفتت مستمر و بناء مستمر لكن ما يحدث في وطننا هو العمل على بناء انسان منمط انطلاقا من قالب جاهز لا يستقيم الا من خلال الخضوغ للمقدسات و الثوابت التي يصنعها النظام وبالتالي نلاحظ انه تم بعث الكثير من المصطلحات على انها مصطلحات تحيل على شيئ ثابت لا يقبل التغيير مثل الاجماع اهل السنة و الجماعة و هلم جرا ليصبح مثلا احترام شيخ الزاوية و الايمان بطقوسه جزء من الايمان و الاسلام و هذا تحريف للفكر و الثقافة. الحداثية

لا يوجد مثقف فاسد و انما انسان يروج سلعة فاسدة يقتلت من ايرادها و يلقى الترحيب من اصحاب الشان

ــــ ماهي في نظرك الحلول القمينة بإعادة الإعتبارلدورالثقافة والمثقف في المشاركة في بناء الثروة اللامادية للمغرب اليوم وغذا ؟

جواب السؤال الثالث

لا وجود لحلول سحرية او لا فائدة من الحلول الترقيعية التحدي الذي نواجهه هو ان نكون او لا نكون يبدو ان الربيع العربي يواجه مشاكل كبيرة بسبب غياب الثقافة الانظمة العربية اعتمدت على استراتيجية لقتل الثقافة منها تجفبف منابع الدعم في المقابل شجعت ثقافة القبلية او ثقافة الفقيه فتم تغييب المثقف و حضر الغقيه فكانت الكارثة ليبيا تتوزعها الخلافات الدينية و القبلية و المذهبية و نفس المشهد يتكرر في اليمن و سوريا الوطن العربي بكامله تتهدده المخاطر بفعل تعييب الثقافة و المثقف من هنا وجب العمل على تدعيم الجمعيات المدنية الحاملة لرؤية التغيير لا بد من ثورة ثقافية تقطع مع الفكر الخرافي و فكر شيوخ الزوايا القيام بثورة فكرية ثقافية داخل المدرسة العمومية و تقريبها من الفكر الحداثي الذي ينتج الانسان التقليل من بناء المساجد و تشجيع بناء المكتبات و المسارح و دور السينما

انخراط الاحزاب في المشروع الثقافي و ضرورة تحولها من مجرد كائنات انتخابية الى كائنات ثقافية و اجتماعية

اخيرا ارجو ان اكون قد عبرت عن رؤيتي بكل وضوح