الدكتورأحمد الطالحي
باحث
في البيئة والتنمية والعمارة الإسلامية
الخلل الذي يعاني منه الفضاء الثقافي المغربي والعربي عموما، مرده بالأساس
إلى غياب مشروع ثقافي وطني
خاص بالمجلة
قبل
الاستعمار لم تعرف البلدان العربية والاسلامية –والمغرب منها- ما بات يعرف الان بالأزمة
الثقافية لأنه لم تكن هناك أزمة هوية. وخلال الاستعمار لم يكن الأمر مطروحا للنقاش
أو على الأقل كان مؤجلا حتى الانتهاء من معركة التحرير. في بداية الاستقلال أيضا لم
يتم تناول الموضوع من قبل النخبة لأنها كانت منشغلة بمعركة البناء ومعركة التأسيس لدولة
الحق والقانون والحريات. لما تحققت هذه الأمور بنسب معقولة، بدأ الحديث عن سؤال الهوية،
الذي انعكس تأخر الحسم فيه على غياب الرؤية والمشروع الثقافي الموحدين، وبالتالي نتج
عنه مشهد ثقافي أقل ما يميزه ضآلة في الكم وضحالة في الكيف.
إذا
الخلل الذي يعاني منه الفضاء الثقافي المغربي والعربي عموما، مرده بالأساس إلى غياب
مشروع ثقافي وطني، الذي بدوره يرجع إلى عدم الاجماع على الهوية الوطنية أو عدم الالتزام
بالهوية التي سطرها الدستور الجديد. وما لم نعالج هذه المسألة بالحوار وبالأساليب الحضارية،
ستستمر الارتجالية والعشوائية تطبع حركتنا الثقافية ومنتوجنا الثقافي.
0 التعليقات: