عبد الإله الحمدوشي
روائي وكاتب سيناريو
الولاء
الثقافي لم يعد مقتصرا كما في السابق
على المخزن ، بل صار مرتبطا بأصحاب
المال أو بأحزاب أو منظمات
خاص بالمجلة
ــــ ماهو موقفك
مما يكتنف المشهد الثقافي المغربي من ضبابية وغياب الرؤية الواضحة ؟
ليس هناك مشهد ثقافي
بمواصفات مغربية صرفة وله توجه واضح وجلي، وعندما نتحدث عن المشهد الثقافي فإننا نقصد
كل مجالات الإبداع الأدبي وعلى رأسها الرواية
، ثم باقي الفنون الأخرى : المسرح والسينما والفنون التشكيلية وغير ذلك ، لكن يبقى
الطاغي الآن في العالم أجمع ، الرواية والفيلم السينمائي ، ففي ميدان الرواية على الخصوص
ألاحظ قلة الإصدارات ، فأغلب ما يصدر هو الشعر
والدراسات النقدية التي يغلب عليها الطابع المدرسي والأكاديمي ، مع العلم أن الرواية
هي النوع الأدبي الأكثر موضة وانتشارا وفيه تتمثل كل متناقضات العصر ومشاكله وتجلياته
، كما أن الرواية رافد للسينما وباقي الفنون الأخرى ، ومهما بلغ شأن النقد فهو لا يمكن
بأي حال أن يشكل مظهرا استهلاكيا جماهيريا
. الرواج الثقافي وعملية القراءة مرتبطة بامتياز بالجنس الروائي بكل أنواعه: الرواية البوليسية والاجتماعية ورواية المغامرة والتشويق ومع الأسف هذه الأنواع شبه غائبة في أدبنا المغربي
وحتى العربي ..وأغلب الروايات الصادرة هي روايات فجة أو تجريبية ..كما أن وسائل الإعلام
لا تهتم بالرواية التي يمكن أن يقبل عليها القراء ، بل هناك نوع من المحاباة لأسماء بعينها وتقدير مفرط لأعمال بدون قراء. هذا الوضع يجعلنا خارج التصنيف الثقافي كما
هو الشأن في باقي العالم ، ثم انه يهمش القراءة باعتبارها الهدف الأسمى المرجو من الكتاب
ــــ أين يكمن الخلل
في نظرك في السياسة الثقافية أم في إهتزاز قيم بعض المثقفين واستشراء الفساد الثقافي
أم فيهما معا ؟
هذا من ذاك، السياسة الثقافية الخاطئة تخلق لنا مثقفين فاسدين
، ونعني بالمثقف الفاسد ، ذلك الذي ينتج الثقافة لمصلحة شخصية ومن أجل منفعة ذاتية ولا يؤمن بما ينتجه ، بل ينتج ما
يرضي أولياء نعمته .. الولاء الثقافي لم يعد
مقتصرا كما في السابق على المخزن
، بل صار مرتبطا بأصحاب المال أو بأحزاب أو منظمات تؤمن للمثقف المنتمي الحماية
الانتهازية لكي توصله الى المنابر العليا والى احتلال أماكن مهمة في سلم الامتيازات
..هذا المثقف الانتهازي الفاسد مع الأسف هو في الغالب شخص فارغ وغير مبدع ومدع كبير ،
ينتج ثقافة ضعيفة وسطحية وضحلة ولكنه يجد المنابر التي تعلي من شأنها وتكرسها وتنشرها وتقدمها على أساس أنها هي أحسن ما يوجد
في الساحة ، بينما الواقع عكس ذلك ، فهذا النوع
من الثقافة الانتهازية يغطي على الإبداع الحقيقي ويهمش الأصيلين ويحكم عليهم بالإحباط
والانزواء ، بل ان بعضهم قد يتحول الى التطرف والحقد وقد يتبنى أفكارا هدامة ،
ــــ ماهي في نظرك
الحلول القمينة بإعادة
الاعتبار لدور الثقافة
والمثقف في المشاركة في بناء الثروة اللامادية للمغرب اليوم وغذا ؟
يجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، خصوصا في القطاعات التي تتوفر فيها إمكانيات مادية كبيرة
كما هو الشأن في قطاع الإعلام ، فالثقافة الآن ليست هي ثقافة الكتاب فقط وإنما
هي المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية والمعارض والمسرح وكل ما هو فرجوي وله تأثير كبير على المتلقي .ان ترك الدراما
التلفزيونية مثلا في يد شلة من المفسدين لهو
ضياع كبير لرأسمالنا المادي وهو مساهمة كبيرة في تشييئنا وتركنا عرضة للغزو الأجنبي والاستلاب الثقافي
0 التعليقات: