الأحد، 8 مارس 2015

الثقافة المغربية بين ضبابية الواقع وتطلعات المستقبل :سعيد منتاق

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  7:30 م

الثقافة المغربية بين ضبابية الواقع وتطلعات المستقبل :سعيد منتاق
تعود مسؤولية مظاهر الفساد الثقافي إلى اتحاد كتاب المغرب بالدرجة الأولى، لأن الذي يكوى بالنار هو الذي يعرف قيمتها
خاص بالمجلة
1. ما هو موقفك مما يكتنف المشهد الثقافي المغربي من ضبابية وغياب الرؤية الواضحة؟
أعتقد أن المشهد المغربي لا تكتنفه الضبابية بل الضعف والفوضى وذلك لأسباب عديدة نذكر منها ما يلي:
-غياب اتحاد كتاب فعال ونشط: مذ تعرفت على وجود اتحاد كتاب المغرب وأنا أسمع عن الصراعات بين التوجهات الحزبية لكل كاتب على حدة أو عن صراعات ذات بعد شخصي تروم تحقيق المصلحة الخاصة، مثل الوصول إلى رئاسة الاتحاد أو الطموح إلى حقائب وزارية. ومع الأسف حتى أولئك الذين أصبحوا وزراء نسوا اهتمامهم الثقافي وساهموا في ركود الإبداع بالمغرب.
-غياب لجان علمية صادقة في تقويمها للإنتاج الثقافي، بعيدة عن النقد اللين للحفاظ على الصداقة أو الانتماء الحزبي، وكانت النتيجة فوضى في الإبداع وضعف في الإنتاج. فلا غرابة إذن أن يصرح شخص ما بأنه كتب رواية في أسبوع ويجد من يصفق له ويعتبره مفكرا!
-محدودية آفاق الكاتب الفكرية: هل الكاتب المغربي شغوف بمعرفة ما يصدر في العالم؟ لا أعتقد ذلك، والدليل واضح من إصداراته: كيف يعقل أن أقرأ إصدارا مغربيا معاصرا وهو لا يزال يتحدث عن نقد البنيوية؟ لماذا لم يتبلور بالمغرب منهج الدراسات الثقافية وهو منهج قد انتشر في العالم بأسره؟ أو النقد الإيكولوجي؟ إن الكاتب أو الناقد المغربي لا يهتم بما يجري في العالم ولا أفهم لم يشتكي بعض النقاد المغاربة من اهتمام القراء بالآداب العالمية. إن من يتذوق الأطباق الشهية لا يمكنه أن يستمتع بوليمة تنقصها كل الوصفات الضرورية.
2.   أين يكمن الخلل في نظرك في السياسة الثقافية أم في اهتزاز قيم بعض المثقفين وبعض مظاهر الفساد الثقافي أم فيهما معا؟
تعود مسؤولية مظاهر الفساد الثقافي إلى اتحاد كتاب المغرب بالدرجة الأولى، لأن الذي يكوى بالنار هو الذي يعرف قيمتها. فالمثقف الذي لا غيرة له على الثقافة لا يمكن أن يسهم بأية حال من الأحوال في التطور الثقافي ببلاده. كان على اتحاد كتاب المغرب منذ زمن بعيد أن يفرض بالنضال المستديم على وزارة الثقافة تقنين الإنتاج الثقافي وفرض عقوبات زجرية على دور النشر التي لا تتوفر على لجن علمية نزيهة وعقود قانونية محترمة ماديا ومعنويا. لماذا أفضل مثلا أن أصدر كتابا بالإنجليزية في الولايات المتحدة وأخاف أن أقوم بالفعل نفسه بالمغرب؟ لأن لدي ضمانات قانونية بالولايات المتحدة يخولها العقد الذي أمضيته مع دار النشر والمحكمة التي يمكن اللجوء إليها في حالة خلاف بيني وبين دار النشر المعنية. هل هذا ممكن بالمغرب؟ لا داعي للجواب ولا للاستغراب من مظاهر الفساد الثقافي.
3.   ما هي في نظرك الحلول القمينة بإعادة الاعتبار لدور الثقافة والمثقف في المشاركة في بناء الثروة اللامادية اليوم وغدا؟
وإن كنت أرى ضبابية في مستقبل الشأن الثقافي، سأحاول الإجابة على هذا السؤال بإيجاز: نحن في حاجة إلى مثقف غيور على الإبداع عموما، مناهض للمصلحة والحسابات الحزبية الضيقة، شغوف بالبحث عن الجديد، صادق في تقويمه لأي إنتاج ثقافي، لا يسمح ضميره بالمحاباة ولا التملق ويدافع باستماتة على الجودة وإعادة الاعتبار للكتاب والكتاب المخلصين في أعمالهم الإبداعية.

سعيد منتاق

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:


اخبار الأدب والثقافة

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير back to top