المثقف
صانع وعي أم راعي قطيع ؟ محمد العزوزي
خاص بالمجلة
عاد
موضوع الثقافة و المثقف إلى التداول على ساحة النقاش العمومي خصوصا الإعلامي منه الذي
احتضن مختلف التساؤلات و حاول أن يتعاطى معهامن زوايا مختلفة للتأسيس لرؤى أوضح و أشمل
مما كان سائدا في السابق بعد أن عرف السياق الإقليمي العربي مجموعة من التحولات التي
كانت ضمن توقعات بعض المتابعين لمجريات الأحداث في هذه الرقعة من العالم وغير واردة
بالنسبة للمنتفعين من الوضع السابق وأطراف أخرى رأت فيها تغييرات يقف فيها وراءها فاعل
ما يريد تمرير ما يريد نحو مايريد حيث تقف الولايات المتحدة و إسرائيل كأطراف ضمن تحليلات
أصحاب هذه الفرضية.
هذه
التحولات فتحت الباب على مجموعة من التساؤلات لتجترح لها أفقا لتحليل و فهم هذه التحولات
خصوصا وأنها(التحولات) لا يمكن أن نطلق عليها ثورات لأن هذا المفهوم يستدعي مجموعة
من الظوابط التي تؤطره نظريا و من بعد فكريا كنسق و منظومة من المبادئ تحكمها استراتيجية
التغيير الشامل للواقع و الإنسان وهو ما يتنافي مع يحدث بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا
التي يمكن القول عنها إنتفاضات كأقصى تقدير لما تحمله من عناصر الريبة و الشك في استراتيجيتها
و أهدافها.
فطبيعة الثورات التي
عرفتها البشرية وحققت معها نقلات نوعية كانت الثقافة هي المحرك و الدافع إلى تغيير
المجالات الأخرى و الإنسان هو الفاعل و المحرك و الهدف الذي تريد أن ترسو عنده الثورة
بما تحمله من فاعلية استشرافية للمستقبل فاعلية يبنيها المثقف و يوجهها بالوعي التوجيه
اللازمين لتتجاوز كل ما يعترض طريقها في التبلور كواقع مغاير و حتى لا ترتد إلى النقيض
هذا مايقف عنده بعض المحللين الذين يقفون عند الثورة الفرنسية كنموذج للمقارنة
لكن
الوضع الذي يسود في هذه الرقعة من العالم لا يتبين منه أنه يدفع إلى بناء واقع مغاير لغياب مجموعة من الشروط والظروف التي لم تنضج بعد
بما فيه الكفاية لإحداث النقلات المأمولة و أولى العتبات التي يمكن منها الإنطاق لتحليل
هذا التحول الثقافة كمجال يأطر الفعل ورد الفعل بين الفاعل و المفعول له و المفعول
به فصانع الفعل والعملية التغييرية المثقف الذي يمكن الإستناد على تصوره بأن يكون دوره
محوريا في عملية التغيير مغيب و مهمش و مقصي من الفضاء العام
وغير
مرحب برأيه فالمناخ العام داخل المجتمع لا ينظر للثقافة بعين الرضى مما يستحيل معه
العمل على توسيع حيز التنوير و الحداثة و العقل ضمن الممارسات اليومية فالسائد فيها
هو أن الإحتكام إلى العقل و التفكير يعد خروجا
وردة عن السياق نظرا لبطء التحولات التي تهم العقليات ولإرتدادها نحو النكوصية في التعامل
مع البنى الإجتماعية والفكرية حيث تحضر ثقافة البداوة بكل تمظهراتها السلبية حيث القبلية
بما تمثله من إنغلاق وضيف أفق موسوم بالجفاف وهو ما يمكن تلمسه في المفاهيم التي بها
يتم التعاطي مع القضايا التي تهم الفكر والثقافة والإنسان حيث استعيرت مفاهيم الراعي
والرعية وما شاكلها من مفاهيم من بيئة سابقة على الإستقرار ومبنية على الترحال مع ما
يرافق ذلك من تغييب للإنسان في كل ما يمكن أن يسمو به إلى فضاء تتحقق في إنسانيته هذا
الحال هو ما ماساد معظم التاريخ العربي والإسلامي رغم إنتقال المجتمع من حالة البداوة
إلى المدنية لكن هذاالإنتقال لم يمس المجال السياسي بإي تغيير حيث ظلت العلاقة بين
الحاكم والمحكوم يطبعها الإحتكار من طرف الأول مع تجييش المسوغات لتبرير مسلكياته موازاة
مع تقزيم المثقف و دوره الذي أصبح مجرد راعي عليه أن يقوم بتوجيه العقول نحو ما تريده السلطة
وبالأفكار التي تريها السلطة ونحو الغايات التي تريد بلوغها والمرام التي تود تحقيقها
من تطويع القطيع الذي تتصرف فيه كملكية خاصة و بكامل الحرية دون حسيب ورقيب و مغيبة
لدور ومسؤولية المثقف كصانع للوعي وليس راعي قطيع
الكتابة :
الشعر القصة القصيرة المقال الشذرة .....
1 ـ تراتيل عاشق ـ
شعر
2 أشياء آبقة من رؤيا ـ شعر
3 ـ تمارين على الخروج ـ شعر
4 ـ أوراق قلق آخر ـ شعر
5 ـ في طريق البحث عن طريق ـ شذرات
6 ـ مجموعة قصصية
7 ـ تأملات شاردة ـ نصوص وشذرات
8 ـ مجموعة قصص قصيرة جدا
9 ـ مقالات ودراسات
جوائز
حصلت مجموعتي الشعرية أشياء
آبقة من رؤيا على تنويه ضمن جائزة إتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب دورة 2010
فزت بجائزة الإستحقاق ضمن جوائز
ناجي نعمان بلبنان دورة 2013-
0 التعليقات: