الأحد، 28 سبتمبر 2014

لماذا تراجع المثقف عن دوره السياسي ؟

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  9:50 م

لماذا تراجع المثقف عن دوره السياسي ؟
عبده حقي
خاص بالمجلة
لايمكن فصل مايعتمل في الساحة السياسية المغربية عما يجري في الوطن العربي من دمارشامل وحريق يلتهم الأخضرواليابس ، وما يقع في سوريا منذ سنتين لهو أعلى درجات جنون الحكم العربي وعدم قبول الديكتاتوريات بأي شكل من أشكال الديموقراطية سوى بديموقراطية الإبادة أوديموقراطية موت الرئيس ... فما نعيشه مما يسمى بالربيع العربي هي بكل تأكيد إنتكاسات تتراكم على إجهاضات المشروع الحداثي والعقلاني الذي إنطلق منذ خمسينات القرن الماضي .
ومن حسن حظنا في المغرب أن الوضع يختلف نسبيا عن باقي الدول العربية ، إذ أننا قد راكمنا تجارب عديدة في الإحتدام السياسي المأساوي والدموي أحيانا على مدى أربعة عقود ، أي منذ أوائل الستينات إلى أواخرالتسعينات ودخول الدولة بعد إنذارالسكتة القلبية في مسلسل إصلاحات سياسية توافقية همت المجال الحقوقي وجبرالضرروالإقراربالإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والكشف عن لوائح المختطفين والمعتقلات السرية وأخيرا تعيين حكومة التناوب بقيادة أعتد حزب كان معارضا للنظام "الإتحاد الإشتراكي" مما شكل منعطفا إستباقيا كان بأقل الأضرارمما يقع اليوم في باقي الدول العربية ...
والسؤال المحوري في هذا المشهد السياسي السوريالي في العالم العربي هوأين إختفى المثقف في كل مايحدث ولماذا توارى عن القيام بدوره الطليعي الذي ترسخ في وجدان وذهنية الجماهيرالعربية الكادحة منذ حركات التحررفي بدايات القرن العشرين ، ثم بعد ذلك في إرساء دعائم الدولة القومية الديموقراطية .
في رأيي من دون شك أن إستقالة المثقف العربي تعود بالأساس إلى :
ــ1 إفساد الفعل السياسي وعدم جدواه في تحقيق تنظيراته وانتظاراته .
ــ2 تجاوز الواقع لخطابه التنظيري وإيمان الطبقات الدنيا بالخطاب النفعي البراغماتي الآني.
ــ3 ظهوروسائط جديدة إستحوذت على الخطاب السياسي (التقليدي) باعتباره آلية أساسية في تشكيل الوعي بضرورة التغيير.
4 ــ إستفحال الأمية الثقافية بمعناها الواسع أي الوعي بالقضايا الأساسية الكبرى لتحقيق نهضة ديموقراطية وحداثية حقيقية .


وأخيرا يبدولي أن المشهد السياسي في المغرب بعد ماسمي بالتناوب التوافقي قد باروأصبح أكثر سوريالية وتجريدية فهواليوم يعوم في خطاب واحد بأصوات متعددة كلها تسيرمع رياح المعارضة إذا ماهبت من اليسارومع نسائم التوافق إذا ماهبت من اليمين . فقبل عشرسنوات كان الطيف الحزبي في المغرب واضح المعالم وعناصره راسخة في مواقعها وثابتة على مذاهبها واسترتيجياتها ومرجعياتها بين أحزاب يسارية ووسطية ويمينية وراديكالية . أما اليوم فخلطة الأعشاب السياسية لن تسهم سوى في تضخيم ورم سريالية الواقع السياسي ولابد من أن زمن القفشات السياسية أن يصطدم بجدارالمعقول وبالتالي سوف يعود الفاعل السياسي لامحالة إلى البحث عن دورالمثقف والنخبة بشكل عام من أجل الإسهام في حلحلة الأزمات الثقافية والإجتماعية والسياسية المتربصة بالإستقرار.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:


اخبار الأدب والثقافة

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير back to top