الخميس، 3 أكتوبر 2013

فهد الصايغ – شاعر.

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  8:08 م


أن كل من ألف كتابا فهو كاتب ولا مبرر لإضافة شروط إضافية
أعتبر التفرغ للكتابة أمرا في غاية الأهمية والأولوية بالنسبة للكاتب ، وإلا لماذا يضيع حياته في القيام بأمور جانبية غير واجبه الذي هو مقتنع به من إبداع ومشاركة الرؤى والآراء مع القارئ وغيرها من وظائفه؟ أليس الأمر أشبه بمن يتقن الصنعة لا يعمل بها ويقضي وقته في شغف تتبع المستورد من المصنوعات، فيحزن ولا يفيد ولا يستفيد؟ بل هي خسارة للمجتمع أن يعطل أو يضعف دور الكتاب فيه ومثلهما كمثل العين البصيرة والجسد، ولا أظن يخفى ما ذكرت إلا على القليل. إلا أن تفرغ الكاتب للكتابة لا يعني بالضرورة الابتعاد عن أي مهنة أخرى، لأن مجالات الكتابة قد ترتبط بالمهن والتخصصات، كما أن هناك ارتباطا وظيفيا بين الكاتب وأمور الحياة ومشاغلها، لذا أسمح لنفسي بتسمية التفرغ المناسب للكاتب بـ "التفرغ النوعي" وهو مطلب ملح. وإلا فلا مبرر لأن يستفيد من يدرس الأدب والنقد كمجال للكتابة على سبيل المثال ومن يتحدث باسمهما من امتيازات، في حين يبقى من يبدع هذه الأجناس حسيرا لا يجد فسحة للإبداع في إبداعه والانطلاق متحررا من إكراهاته.
إن كان تقنين توفير ظروف التفرغ يكون عبر بطاقة "الكاتب" فذلك أمر جيد، بل ذاك ما يجب أن يكون، لكن قيمتها ووضيفتها لن توافق ما هي عليه بطاقة الفنان، وأتصور أن كل من ألف كتابا فهو كاتب ولا مبرر لإضافة شروط إضافية لحصوله على البطاقة التي تخول له التفرغ، أما ما يمكن مناقشته والتدقيق فيه وهو طبيعة الامتيازات التي تحق له بهذه البطاقة، سأذكر منها ما أراه ضروريا ومحوريا في العملية برمتها.
وأقترح أن يحظى بمنحة للتفرغ للكتابة بعدما يقدم ملفا لمشروعه للجهة الرسمية المانحة يتضمن فكرة عن المشروع والمجالات التي تلتقي فيه وكبف ذلك، ووثائق تعريفية بالكاتب من ضمنها بطاقة الكاتب، وما يتطلبه المشروع من تكاليف بشرط تحديد أي جهة مانحة غير رسمية أو أجنبية تدعم نفس المشروع وقيمة أو طبيعة الدعم، وفي حالة ظهور داعمين إضافيين يعلم الكاتب الممنوح الجهة المانحة الرسمية بإشعار مكتوب، يوضح من خلاله الخصاص الذي سده الدعم الإضافي، أو اقتراحات بمواضع صرف القيمة الفائضة على مجالات كتابة أخرى يرى أنها ذات أولوية.
وأن تدعم كل الملفات بشرط أن توافق المجالات والمواضيع الأكثر أهمية لتقدم المعارف والعلم والعلوم الإنسانية والتكنولوجيا وغيرها سواء على المدى القصير والمتوسط والبعيد، أو ما فيه إبداع وتجديد ولو خالف المجالات المحددة سلفا، حتى لا يكون تبذير وكذلك عملا بمقولة أولا بأول. وتتجدد لائحة المجالات والمواضيع الممنوح كتابها بشكل سنوي أو دوري يتناسب مع طبيعة الموجودات المتجددة بدورها.
كما أحبذ أن يتمتع حامل البطاقة كلما حصل على منحة للتفرغ بحق الوصول إلى المعلومة مثله مثل الصحفي. وأن يحق له التصوير في كل الأماكن التي يحق للصحفي التصوير فيها، وأن يجري تجارب ويحصل على شهادات تثبت نتائج تجاربه.
وأتمنى أن يجد الملف الصدى الذي يستحق، وأن نجد الفرصة للخوض في تفاصيل وحيثيات الموضوع، وتقبلوا يا طاقم المجلة كل تقدير على المجهود الذي تقومون به.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:


اخبار الأدب والثقافة

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير back to top