أهم
معيار هو ما حققه الكاتب من تراكم مادي، ونوعي
أعتقد
أن مسألة التفرغ – بالنسبة للكاتب-ليست من باب الإحسان ، بل هي حق طبيعي يجب أن يتمتع
به الكاتب إسوة بالكثير من الممارسين لمهن متعددة، سمحت لهم بالتفرغ في ميادين نقابية
واجتماعية وغيرها. فالتفرغ، بالنسبة لهؤلاء، ينبع من رؤية محددة تقوم على اعتبار المنتج- والكاتب منتج
مثل باقي المنتجين- كيانا فاعلا في مجتمعه،يقتضي الرعاية والإهتمام حفاظا على وجوده
المادي والرمزي في آن واحد، فضلا عن دوره في تجديد الطاقة الجسدية والروحية للكاتب
بصفة عامة.
ولما
كان الكاتب ( شخصية عامة) ، فالأمر يقتضي اهتماما خاصا بهذا الكيان في أبعاده المادية
والإنسانية. في العديد من مناطق العالم- أوروبا الشرقية خاصة- تخصص فضاءات ترويحية
للكتاب والفنانين يحضرها هؤلاء- بالتناوب-
خلال فترات محددة.فالوضع الإعتباري للكاتب بهذه المناطق –وبطاقته الوطنية تحمل
صفته الصريحة ككاتب-سمح بهذا النوع من التعامل من منطلق النظر إلى الكاتب ك( ثروة وطنية)
تستق الرعاية والإهتمام.
قد
يبدو هذا الكلام طوباويا في بلد لايعترف بالكاتب إلا في لحظة موته،عن طريق خبر سريع
يتم فيه الإعلان عن الوفاة.! ومع ذلك،فالأمر يقتضي الصراع في واجهتين: واجهة الإعتراف
بالكتابة في دلالتها المادية والرمزية، سواء على المستوى الرمزي أو المجتمعي.
والواجهة
الثانية تتجسد في انتزاع مطلب الحق في التفرغ، فضلا عن حقوق أخرى نقابية وثقافية متعددة،
مازال الكاتب محروما منها في مجالات عديدة.( التطبيب/ فضاءات الإستراحة/ التخفيضات في بطائق السفر، فضلا عن تخفيضات أخرى
يجب أن تنسحب على المسرح والمتحف والحفل الفني واقتناء الكتاب الخ..)
أما
بالنسبة للمعايير المطلوبة في حالة التفرغ، فأعتقد أن أهم معيار هو ما حققه الكاتب من تراكم
مادي،
ونوعي، في مجال الكتابة.فالحق– حق التفرغ- مشاع للجميع، غير أن التمتع به يقتضي التعامل
،اولا، مع الكاتب بالمواصفات السابقة. ويتفرع عن هذا المعيار، عنصر آخر تجسد في ربط
زمن التفرغ بمشروع ثقافي يعود بالنفع على المجتمع.
في مصر الشقيقة يمنح التفرغ مشروطا بالزمان، من جهة، ونوعية العمل المنجز، من جهة ثانية.
مع الشكر سلفا
عبدالرحيم
مؤذن
https://www.facebook.com/abderrahimmouadden
ردحذف