ولابد في هذا المشروع
المزمع إعداده، من توخي الدقة ، والاستنارة بالموازين القسط ، حتى لا يشمل هذا التفرغ
المؤمل كل من هب ودب
في مستهل هذه الإجابات
على استمارتكم النيرة أهنيء من كل قلبي ، اتحاد كتاب الأنترنيت المغاربة ، بالعيد الخامس
لمجلته الغراء ، مع متمنياتي لها ولأسرتها الرائدة بالمزيد من التألق والإشعاع .
1 – إن فكرة تمتيع الكتاب والأدباء بصفة التفرغ للكتابة ، فكرة
بناءة ذات بعد ثقافي مستقبلي زاهر ، وافق علمي ناضج وهي تروم في عمقها استقراء آراء
كتابنا الميامين، وأدبائنا المبدعين في ثنائية وجدانية متكاملة ، قصد إعداد مشروع متكامل
الأجزاء ، يطفح بكل المبررات الفنية وما أجلها ، ويعج بكل الدلائل المنطقية وما أكثرها،
حتى لا يظل بلدنا استثناءا في هذا الميدان المشرق، ويلتحق بكل الدول العربية والغربية
التي اعتمدت التفرغ منهاجا لها ، فأزهرت فيها الثقافة ، وسمقت ، وتألق فيها المتفرغون
كدأبهم بالانكباب الآمن على إبداعاتهم ، متخلصين من هموم الوظائف وتبعاتها ، خصوصا
أولئك الذين تناستهم بوصلات سياسية هشة، وتوجهات فجة، لا ترقى إلى مستوى ما توصل إليه
مسؤولو الثقافة في البلدان الناهضة ، المقدرة لرجالاتها العلماء ، المجلة لكتابها النبغاء .
ولابد في هذا المشروع
المزمع إعداده، من توخي الدقة ، والاستنارة بالموازين القسط ، حتى لا يشمل هذا التفرغ
المؤمل كل من هب ودب، وليتسع لكل من هم أهل لأكثر من التفرغ ( الكاتب الكبير الباحث
محمد السلاوي نموذجا) بعد أن صمت عنهم آذان، وأغلقت أعين من بعض الذين أشرفوا على الثقافة
، متأثرين بمحيطهم الإيديولوجي، واجدين أنفسهم في زوايا ضيقة ينظرون منها إلى المشهد
الثقافي نظرات شوفينية مضببة.
مشروعكم سينعش الثقافة
الإنسانية بكل مقوماتها ويؤهلها لتصبح أكثر كونية ، ويجعل المشهد الثقافي أكثر وضاءة
وفعالية مؤثرا أوسع مما يقوم به الكتاب والأدباء لوحدهم ولمبادراتهم.
2 – بطاقة الكاتب ستشمل بالتساوي المتفرغين
الذين ستتوفر فيهم شروط معينة، تنكب لصياغتها لجنة منبثقة عنكم كما ستشمل كل كاتب وأديب،
لهم مساهمات إبداعية وثقافية يشارك بها في إغناء المشهد الثقافي ، وستكون على غرار
بطاقة الفنان، بكل ما تحمله من فوائد ومزايا .
3 - المعايير والشروط للتمتع بهذا الوضع الاعتباري :
إن للتفرغ مردوديته
على المستويين القريب والبعيد ، فهو رافد من روافد إغناء التنمية الثقافة ، ومحصن لأمنها،
وعامل من عوامل إثراء النهضة الفكرية والإبداعية . ومن شأنه إنهاض المشهد الثقافي المغربي
من ركوده .
ولابد من منظورنا
المتواضع من:
أ – أن تكون للكاتب
خمسة إصدارات على الأقل .
ب – أن يمنح دعما
ماديا رسميا – بلا مواربة – لما أنتج وما يزمع إنتاجه.
ج – أن يقدم المترشح
مشروعه الثقافي النهضوي أمام لجنة من ذوي الكفاءات العلمية .
د – أن يلتزم القطاع
الثقافي الرسمي بدعم الكتاب المتفرغين بنسبة لا تقل عن 90 % من فاتورة الطبع علما أن
للقطاع مطبعته الرسمية، تسهل العملية برمتها.
هـ - أن تمنحهم الوزارة
المعنية مقابلا ماديا محترما لهذا التفرغ، بدلا من أن تصرف هذه الميزانيات هنا وهناك
بما لا يرفع من شأن المشهد الثقافي عالميا. على غرار ما هو عليه الشأن في الدول المتقدمة .
و – أقترح أن تساهم
أكاديمية المملكة المغربية بحظ مادي ومعنوي وافر لإعطاء هذا التفرغ معناه الفكري ومغزاه
الثقافي .
متمنياتي لمبادرتكم
الشجاعة المبتكرة ، بالتوفيق والسداد والتتويج بالتحقق والإنجاز.
محمد السعيدي
أستاذ باحث
0 التعليقات: