إذا كان
الإبداع في ذاته عملية رهينة بالاكتشاف والاختراع وهو الطاقة الخلاقة التي تنأى عن
المألوفوتحلق في ملكوت الخلق والإتيان بالجديد لابد له من محيط يساعده على ذلك ..يصبح من اللازم جعل وقت الكاتب ملكا له وليس
وقتا مستقطعا من عمل آخر حتى لايكون انعكاس ذلك على العملية الإبداعية برمتها وعلى
العمل الأصلي في حالة وجوده وحتى لايحدث
تنافي صادم وقاتل وهذا مايحدث في الغالب ..حيث يكون الإبداع مجرد ترف زائد بعد
العمل الذي يقتات/ يعتاش منه المبدع ليصبح الإبداع مجرد تزجية وقت ومجرد بريستيج
وبحث عن مكانة اعتبارية لتأكيد ذات الكاتب خارج مجال عمله الأصلي وهذا في حد ذاته
يؤثر سلبا على ما يبدع ..وحتى لاتبقى العملية الإبداعية مجرد عمل إضافي يقوم به
الكاتب *خلسة * بعد أو داخل عمله الأصلي أصبح من اللازم تمتيع الكاتب المبدع بتفرغ
كامل حتى يبدع في تفرغ كامل ويكون ما يكتبه خالصا لوجه الإبداع وليس عملا مكملا
أو موازيا ..وحتى لاتبقى حالات التنافي
قائمة في ذهن المبدع ومن لايتمثل قيمة مايبدع من داخل منظومة غير منظومة الكتابة
والإبداع عموما وحتى يتم إزالة اللبس القائم في أذهان بعض المتلقين في حالة وجودهم
...
ثم و أمام ما تمور به الساحة من كمون إبداعي وأمام مايمكن للإبداع أن يخلقه من رجة في حياة
المبدع العامل سلبا إو إيجابا وحتى لايظل المبدع ومايبدعمصدر
تهديد لخلفية المبدع /عمله في حالة وجوده أيضا وحده دون ضمان لقمة العيش خطرا
يتهدد المبدع وإبداعه خاصة إذا كان المبدع عاملا موظفا .... أن يخلفه التفرغ الكامل أرى من اللازم كمبدع ضرورة
التوفيق بينعمل المبدع الأصلي ومايشتغل عليه من إبداع..خاصة ونحن نعرف ماتعيشه
الساحة الإبداعية من انكماش ينعكس بالضرورة على رواج الإبداع بشكل يضمن به المبدع
قوته الإبداعية ...مع تقييد التفرغ بضرورة الإبداع حتى لايتحول التفرغ إلى مجرد
حيلة ماكرة للتخلص من عبء عمل ما وضمان صفة اعتبارية ببعدأخلاقي وقيمي جميل
...الإبداع نوع من الجهد الذهني وقد يكون عمل المبدع أوالكاتب عضليا أو ذهنيا
وعليه فالمطلوب التوفيق بين الجهدين حتى تكون النتيجة والجزاء من صنف العمل وإلا
أضحت عملية التفرغ مجرد هروب إلى الأمام بالإبداع والعمل على حد سواء ..ثم ألا
يعتبر هذا التفرغ نوعا من ريع إبداعي قد لايستسيغه من لايدرك قيمة الإبداع أصلا
خاصة ونحن في مجتمع شبه جاهل غير قاريء وغير مقدر لقيمة الإبداع ولا لقيمة الكاتب
والأديب في نسيج المجتمع ؟؟؟ اسئلة حارقة قد تصيب كبد الحقيقة التي تظل مغيبة إلى
حين تمثل الدور الحقيقي للعملية الإبدعية ودورها في بناء المجتمع وتقدير دور
الكاتب الأديب فيه .
0 التعليقات: