الكاتب في المغرب شبح حتى بين أهله
وأصدقائه، لا أحد يحس به أو يهتم بإصداراته.
هل أوافق على تمتيع الكاتب بالتفرغ؟
طبعا لا، لأنني لن أسمح لنفسي
بالحكم عليه بالإعدام. بحكم علاقتي الوطيدة بالثقافة الأمريكية وكتابها وبحكم
قدرتي على المقارنة بين صناعة الإبداع في المغرب وأمريكا لا أعتقد أن الكاتب
المغربي في وضعية تسمح له بالتفرغ للكتابة. كم عدد المثقفين (لن أتحدث عن الأشخاص
العاديين المهووسين بالمشاكل اليومية) الذين يشترون الكتب ويفحصونها بتمعن؟ هل
تُدرس ممارسة الإبداع الأدبي في جامعاتنا كما هو الشأن في أمريكا كي يتفرغ الكاتب
عندنا براتب شهري محترم لتدريس الشباب كيفية كتابة القصة أو الرواية، مثلا؟ الكاتب
في المغرب شبح حتى بين أهله وأصدقائه، لا أحد يحس به أو يهتم بإصداراته. اسمحوا لي
أن أحكي لكم طريفة وقعت لأحد أصدقائي الشعراء بوجدة: طلب من صاحب مكتبة أن يبيع له
كتبه، فوعده صاحب المكتبة بالاتصال به بعد بيع كتبه. مرت مدة ولم يتصل به أحد، ذهب
الشاعر إلى المكتبة فوجدها قد تحولت إلى مخبزة. أليس في هذه الطريفة جواب شافي على
سؤالكم؟
سعيد منتاق
جامعة محمد الأول، وجدة
mentaksaid@hotmail.com
0 التعليقات: