الخميس، 3 أكتوبر 2013

الشاعروالإعلامي حسن المددي

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  8:52 م


الكاتب في حاجة إلى التفرغ لخدمة وطنه بقلمه
لا شك أن للكتابة دوراً محورياً في بناء المجتمع، ذلك أنها تسهم في بلورة الوعي وبناء الفكر وتنشئة الأمة، و الأدب يستطيع أن يميط اللثام عن المشاكل التي يتخبط فيها الإنسان وتكبل تقدمه، لذلك كان لزاماً على المجتمع أن يولي أهمية خاصة للكتاب والأدباء، لكونهم يحملون رسائل إنسانية سامية تتوق إلى التنوير وغرس قيم الحرية والانعتاق في نفوس الأفراد والجماعات،  قصد تبديد سجوف الجهل و أثقال الخنوع للواقع بكل ضغوطاته وإكراهاته، ولعل أبسط ما يمكن أن يقدم لهؤلاء المبدعين هو منحهم حق التفرغ للكتابة، حتى يكون أداؤهم لمهماتهم على أكمل وجه، ويستمروا في إبلاغ رسالة التوعية والتنوير.. فحرمان المبدعين من هذا الحق، في واقع الأمر، لا يعدو كونه تواطؤاً مع جهات تروم إبقاء المجتمع بكل شرائحه في مستنقع الجهل، حتى يكون فريسة سائغة للاستغلال. إلا أن حق التفرغ هذا يجب ألا يمنح لكل من يدعي الإبداع – والإبداع هنا يشمل الإبداع الفني والفكري والعلمي والأكاديمي.. بل يجب أن يمنح للمبدعين الحقيقيين "المصادق عليهم" من لدن الجماهير، سواء أكانت  من جمهور المتلقين أو النقاد أوالمبدعين أيضاً.. وذلك خدمة للقضايا التي يدافعون عنها ويضحون في سبيلها.

ما تسهل ملاحظته، هو تلك الحروب التي تشن على الأدباء الموظفين، حيث تشدد عليهم القيود بطرق سادية، فلا يستطيع المبدع مثلا أن يسافر لحضور ندوة ثقافية،أو مهرجان إبداعي لكون الإدارة لا تمنحه رخصة لذلك، وخاصة إذا كان من رجال التعليم. وإذا فعل تمطره الإدارة بوابل من الاستفسارات التي تتوج باقتطاعات من راتبه. وفي المقابل يسمح "للآخرين"  ــ وما أدراك ما "الآخرون" ـ بالتفرغ، ومن ليس منهم متفرغا فقد رفع عنه القلم، في تواطؤ فاضح مع بعض الجهات. لهذا أرى أنه من الضروري الالتفات إلى فئة الكتاب والأدباء، قصد توفير الظروف لمساعدتهم على خدمة هذا الوطن بأقلامهم.. وأؤكد أن الأمم الراقية ما بلغت ذلك إلا بأدبائها وفنانيها ومفكريها وعلمائها. وكفى من اضطهاد الثقافة والمثقفين بهذا الوطن العزيز الذي لا نروم إلا أن يتبوأ درجة عالية، ويعلو كعبه بين الأمم المتقدمة.  

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:


اخبار الأدب والثقافة

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير back to top